السلايـــــدات في الترانسرفينـــــــــج
يرى زيلاند أن السلايد أو الشريحة الذهنية أو التصور الذهني هو مايدور في عقل الإنسان من أفكار أو خيال أو تصورات ذهنية سواء إيجابية أو سلبية. وينظر الإنسان إلى العالم من خلال هذه السلايدات، بل ويسقط سلايداته على الآخريين. بمعنى أنه إذا كانت أفكار الإنسان إيجابية، فتراه ينظر إلى العالم من حوله بإيجابية، وإذا كانت أفكاره سلبية فنظرته للعالم تكون سلبية.
مثال: شخص لديه سلايد -أو فكرة أو معتقد أو تصور في عقله- أن فئة ما من الناس سيئين، فكل من سيقابله في حياته من هذه الفئة سيكونوا معه وبالنسبة له أشخاص فعلاً سيئين، حتى لو كانوا مع غيره أفضل من ذلك، وقد لايعرف هؤلاء الأشخاص أنفسهم السبب الذي يجعلهم سيئين مع هذا الشخص. وطبعاً قد تكون هناك أسباب أخرى .
وأيضاً الشخص الذي لايحب ذاته أو يقدرها، أو أنه لايري أنه يستحق الحب أو التقدير، فهذا سلايد سلبي موجود في عقله، وسيشكل نظرته للعالم من حوله، فسيفسر أى فعل من الآخرين حتى وإن لم ينتبه الآخرين لهذا الشخص أصلاً، سيفسر أى فعل منهم على أنه تحقير له أو استخفاف به أو عدم إهتمام أو …………..
ومن يعتقد أن تحقيق الأهداف أمر صعب وأن الإنسان لايستطيع أبداً التحكم في الواقع أو في الأحداث، سيتجلى ذلك في واقعه ويتحقق له في كل موقف.

والسر في ذلك أن الكون من حولنا يتعامل معنا بناءاً على ما في داخلنا، وليس بناءاً على الظاهر، أى أنه يتعامل مع السلايدات بشكل أساسي. ولذلك تجد أن النية الخارجية تجسد السلايدات الموجودة داخل عقل الإنسان على نحو ثابت ومستمر، فهى تؤكد له مايعتقد عن كل شىء.
ولذلك على الإنسان أن يطور سلايدات إيجابية حتى يستطيع الوصول لهدفه، ويتخلي تماماً عن السلايدات السلبية حتى يستطيع التحكم في واقعه.
أنواع السلايدات في الترانسرفينج:
السلايدات قد تكون مرحلية أو نهائية.
السلايدات المرحلية:
هى التصور الذهني لكل مرحلة من مراحل تحقق الهدف، أولمجرى الحدث أو لعملية السعى والحركة نحو الهدف.
السلايدات النهائية:
هى التصور الذهني للمرحلة النهائية للهدف، أو كيف سيكون المشهد النهائي عند الوصول للهدف.
السلايدات المرحلية هى التي تحفز عمل النوايا الخارجية بشكل أكبر من السلايدات النهائية، وذلك لأنه عند تفعيل خطوط الحياة، تتفعل من القطاعات بالترتيب، وتحقيق الأهداف من قطاعات متتالية كما ذكرنا هو التسلسل الذي يسير به مجرى الأحداث.
الهدف من السلايدات وفقاً للترانسرفينج
تستخدم السلايدات بشكل عام ليستطيع الإنسان أن يضبط تردد طاقته الحرة لتصبح متوافقة مع تردد خط الحياة الذي يستهدف تفعيله من فضاء الإحتمالات.
السلايدات كما ذكر زيلاند في كتابه لها أهمية كبيرة في تحفيز النوايا الخارجية التي تعمل على تحقيق الهدف دون تدخل من الإنسان، أو بمعنى أدق دون مجهود بدني كبير منه.
وأكثر ما يُنْجح السلايدات هو ليس فقط تخيل الهدف المتحقق بل العيش فيه كأنه تحقق
بالفعل.
يذكر زيلاند في كتابه أنه على الشخص أن يعيش السلايد أى يستحضر المشاعر عند تخيله الهدف وهو متحقق وكأنه يشاهد فيلم يشارك فيه بالفعل، وعلى الإنسان أن يشارك ويشاهد في نفس الوقت، بمعنى أن يعيش الحلم وكأنه واقع من حيث الخيال والمشاعر، وفي نفس الوقت يراقب مشاعره وحالته التي يكون عليها أثناء تخيله الهدف أو أثناء “تدوير السلايد“.
والهدف الأساسي من السلايدات هى جعل الهدف مألوفاً بالنسبة للعقل الباطن للإنسان أو كما يقول زيلاند أن “يدخل السلايد ضمن منطقة الراحة لعقل الإنسان”، فيألفه العقل حتى تحدث الوحدة بين الروح والعقل، وتتحقق المعجزات.
وتخيل مرحلة السعى نحو الهدف أو عملية التحرك لتحقيق الهدف من أكثر الأشياء التي تُسرع عمل النوايا الخارجية. وإذ لم يكن عند الإنسان الرؤية الكاملة لكيفية تحقيق الهدف أو تفاصيل تحقيقه، عليه تشغيل السلايد النهائي أو التخيل مع استحضار المشاعر المصاحبة لتحقيق الهدف النهائي، ومع الوقت ستتضح معالم الطريق، وعندها يستطيع الإنسان أن يُعدل ويضيف تفاصيل جديدة إلى سليده.
أشكال السلايدات في الترانسرفينج
للسلايدات في الترانسرفينج ثلاثة أشكال؛ فالسلايدات إما بصرية (وهى التخيل)، أو سمعية (التوكيدات الإيجابية) أو حسية (المشاعر) .
والسلايدات تعتمد على نمط الإدراك الغالب على الإنسان الذي قد يكون أيضاً بصري أو سمعي أو حسي.
فالإنسان الذي يتمتع بنمط إدراك بصري يكون السلايد البصري أكثر فعالية بالنسبة له عند تحقيق الهدف، والشخص صاحب الإدراك السمعي يُفيده أكثر السلايد السمعي، والحسي يفيده الحسي أكثر.
ولكن ماهى أنماط الإدراك هذه؟ هذا ما نتعرف عليه تالياً.

نمط الإدراك البصري: الإنسان الذي يغلب عليه نمط الإدراك البصري تجده غالباً ما يفضل التعلم عن طريق القراءة أو من خلال الوسائط البصرية مثل الصور ومشاهدة الأفلام أو الفيديوهات.
ومن العبارات التي تتكرر في كلامه: “أنا أرى ….، أتخيل ….. ، الصورة واضحة …….”. ويعتمد في قراراته على مايراه.
نمط الإدراك السمعي: الإنسان الذي يغلب عليه نمط الإدراك السمعي يتعلم من خلال الاستماع بشكل أساسي، وغالباً ما يجيد التحدث ولبق.
ومن العبارات التي تتكرر في كلامه: “هل تسمعني …………، أنا انصت لك جيداً …………. ويعتمد في قراراته على مايسمعه.
نمط الإدراك الحسي: الإنسان الذي يغلب عليه نمط الإدراك الحسي يتعلم من خلال الشعور بالأشياء ولمسها، ومن خلال الإندماج في مجموعات، وهو شخص اجتماعي بشكل كبير.
ومن العبارات التي تتكرر في كلامه: “أنا اشعر بـ ……..، أنا أُقدر مشاعرك …… ويعتمد في قراراته على مايشعر به.
وبشكل عام يستطيع الإنسان أن يستخدم أى شكل من أشكال السلايدات وكلها ذات تأثير وفعالية خصوصاً إذا استمر عليها لفترة من الوقت، ولكن -كما ذكرنا- تختلف درجة فعالية السلايد على حسب نوع الإدراك.
وبالنسبة للسلايد البصري وهو تخيل الهدف، فكما ذكرنا ينبغي أن يتخيل الإنسان الهدف وكأنه تحقق ويعيشه في الواقع الحالي، ويتعامل على هذا الأساس.
فمثلاً إذا أراد الإنسان أن يحقق هدف امتلاك منزل، فلا يكفي مجرد تخيل شكل المنزل، بل تخيل نفسك في كل جزء من هذا المنزل بكل تفاصيله وأنك تعيش فيه والأحداث التي تحدث في هذا المنزل، ويمكنك كل مرة إضافة تفاصيل مختلفة.
أما السلايد السمعي وهى التوكيدات: التوكيدات الإيجابية هى عبارة عن جمل قصيرة وبسيطة وغير معقدة، ولا تحتوي على النفي، وتكون في زمن المضارع، وتصاغ ويرددها الإنسان حتى يساعد عقله الباطن على الاقتناع بالهدف أو على برمجة الهدف، وبالتالي تحريك النوايا الخارجية للمساعدة في تحقيق الهدف.
ومن أمثلة التوكيدات الإيجابية: “أنا اتمتع بصحة جيدة، أنا أتمتع بالوفرة، كل الأمور تنقلب لصالحي”.
أما توكيدات مثل “أنا لاأعاني من الأمراض” تأثيرها سلبي لأنها تحتوي على نفي، والعقل الباطن لايفهم النفي، وبالتالي سيحذف النفي من الجملة، وكأنك تبرمجه على: “أنا أعاني من الأمراض”.
وأيضاُ توكيدات مثل: “أنا امتلكت منزل أحلامي” لن يساعدك على تحقيق هدفك، لأنه في زمن الماضي، والعقل الباطن حينها سيفهم أن هذا هدف تم تحقيقه، وبالتالي لن تتفعل النوايا الخارجية لتحقيق الهدف.
التوكيدات يجب أن تكون جمل بسيطة وقصيرة وإيجابية وفي زمن الحاضر. ويرددها الإنسان مرتين في اليوم: بعد الاستيقاظ، وقبل النوم.
والسلايد الحسي أو ما يطلق عليه بالكثافة الحسية أو زرع المشاعر، ويكون باستحضار المشاعر المصاحبة لتحقق الهدف أثناء التخيل.