لماذا تقرأ هذا المنشور؟
ألم تنتبه أنك قد تكون في دائرة مفرغة من الأفكار والمشاعر السلبية؟ ألا تشعر بتأثيرها عليك أم تشعر ولكنك غير قادر على معالجة الأمر؟ إليك ما يفيدك في هذا المنشور.
المحتويات:
أثر الأفكار والمشاعر السلبية
أسباب عدم القدرة على التعامل السليم مع الأفكار والمشاعر السلبية
طرق التعامل مع الأفكار والمشاعر السلبية

أولاً: أثر الأفكار والمشاعر السلبية
انتبه من أن تكون مشاعرك وأفكارك سلبية لأن للأفكار والمشاعر السلبية أثراً لا يقتصر فقط على الشخص الذي يتبناها ولكن في الحقيقة على من حوله ومن يتعاملون معه وعلى الكون كله، تماماً مثل الشوكة الرنانة، عندما تضربها تبدأ أشياء أخرى بالإهتزاز.
عندما تشعر بشعور ما سواء إيجابي أو سلبي فأنت تبثه وتنشره في كل شىء حولك. ومن هنا تأتي خطورة الأفكار والمشاعر السلبية.
أفكار الإنسان ومشاعره هى التي تحدد مصيره وكيف سيكون حاله، لذلك من المهم جداً الإنتباه لهذا الموضوع والتعامل معه بحكمة، لأنه لو استطاع الإنسان التحكم في أفكاره ومشاعره يستطيع أن يجذب إليه كل ما يتمنى ويحقق كل أهدافه بإذن الله. فالأفكار والمشاعر السلبية تؤثر على أداء الإنسان وكفاءته كما أنها تؤثر على صحته النفسية والجسدية.
ثانياً: أسباب عدم القدرة على التعامل السليم مع الأفكار والمشاعر السلبية:
أرى أن جميع الأسباب يمكن أن تُختزل وتُختصر في عدم الوعى. فعدم الوعى والمعرفة ونقص المعلومات أو حتى المعلومات المغلوطة هى أساس أى مشكلة في الحياة.
ثالثاً: طرق التعامل مع الأفكار والمشاعر السلبية
يأخذ الإنسان الأفكار التي يتبرمج عقله عليها من البيئة المحيطة ومن التجارب، وهذه الأفكار تولد المشاعر.
وإجمالاً التخلص من الفكرة السلبية يكون بمعالجتها (وسنناقش فيما يلي طرق المعالجة هذه)، والتعامل مع المشاعر يكون بتحريرها (وسنذكر ذلك أيضاً في ما يلي).
طرق التعامل مع الأفكار السلبية:

ناقش الفكرة وفندها:
فند الفكرة واقنع نفسك بالعكس، وذلك يكون باستخدام الحجج المنطقية والعقلية.
مثال:
إذا كنت ترى أن جميع الناس حقودة، بالطبع هذه فكرة سلبية تنتج مشاعر سلبية، ويمكن جداً أن تؤدي بصاحبها إلى أن يتأخذ قرارات مصيرية على أساسها قد لا تكون في مصلحته، فيمكن أن يفند الإنسان هذه الفكرة كأن يقول مثلاً، لو كان كل الناس حقوده ولا يوجد الخير في أحد لإنتهت الحياة على هذا الكوكب من زمن بعيد، وغير ذلك من الحجج العقلية.
استخف بها:
كل ماهو عكس السلام والحب والرحمة وكل المفاهيم السامية هو عكس ما فطر الله –سبحانه وتعالى- عليه الكون. إذاً فالأفكار السلبية لا جذر ولا أساس متين لها، هى نشأت فقط لتعرقلك وتحبطك، فأبسط شىء أن تحتقر هذه الطاقة الهدّامة.
مثال:
إذا راودتك فكرة أنك فاشل، يمكن أن تُسفه من هذه الفكرة، ويكفيك أنك تحاول، يمكن أن تتخيل الفكرة على شكل فقاعة وأنها تطير بعيداً عنك أو أنك تقوم بفرقعتها، يمكن أن تكتبها على ورقة وتحرقها أو تُقطعها.
يمكن أن تربط الفكرة برابط سلبي، مثل أن توخز نفسك عندما تأتيك هذه الفكرة، ذلك سيجعل عقلك يدرك كم هى مؤلمة ومع الوقت سيتخلى عنها

استبدلها بأفكار إيجابية:
ركز انتباهك على أفكار أخرى إيجابية وتجاهل هذه الأفكار السلبية، ومع الوقت ستجد أن أثر هذه الأفكار السلبية بدأ يضعف .
ويمكن أن تُصيغ الأفكار الإيجابية في جملة بسيطة في زمن المضارع ولا تحتوي على نفي، وكررها كل يوم بصوت مسموع مع تخيلك لحدوثها حتى يتبرمج عقلك الباطن عليها (راجع موضوع “برمجة العقل الباطن“).
مثال” أنا أُحقق أهدافي بمنتهى لطف وبأفضل إحتمال ممكن وفي أقرب وقت ممكن”.
اسأل نفسك “هل هذه الفكرة تخدمني حقاً؟ هل أفادتني أم أحبطتني وأعاقت مسيرتي؟ وما الفائدة التي جنيتها من إيماني بهذه الفكرة؟ ويمكن أن تكتب ما تشعر به تجاه هذه الأفكار السلبية لأن هذا سيساعدك في تبديد هذه الطاقة السلبية وتحرير المشاعر السلبية المرتبطة بالفكرة..ولكن بعد أن تكتب احرق الورقة أو قطعها ولاتعيد قرأتها مرة أخرى، واستمر على ذلك فترة لا تقل عن 21 يوم، والأفضل أن تستمر لمدة 66 يوم دون انقطاع.
اقرأ عن أشخاص استطاعوا تحقيق إنجازات وكانوا يتبنون أفكاراً سلبية فيما سبق من حياتهم أو كانت حياتهم ليست أفضل من ذي قبل.

راقب أفكارك كأنها أفكار شخص أخر، خصوصاً شخص لاتروقك طريقة تفكيره، وستضحك حتماً عندما ترى الأفكار تتغير وتتناقض في برهة من الزمن، ومع التركيز والإنتباه والوعى ستدرك أنها حقاً لا تستحق إنتباهك.
ابحث عن حل أو خطة بديلة وتيقن أن الحياة مليئة بالفرص، فقط اسعى بنفسك وبجسدك، فسعى النفس يكون بالأفكار والمشاعر واليقين والخيال الإيجابي، وسعى الجسد يكون بالتخطيط والتنفيذ.
اجتهد في حدود الإمكانيات المتاحة، واستعد للتغيير وتكيّف معه.
تحلى بالإنضباط والالتزام ولتعرف أنها مهارة تكتسب مع الوقت وبالممارسة.
تقبل ذاتك ولا تلوم ولاتشتكي، فقط وجه طاقتك لتطوير نفسك لأن هذا فقط ما سيفيدك.
ضع نفسك في فقاعة –إن صح التعبير- ولا تجعل لمنعدمي الوعي والتائهين والمتخبطين تأثيراً عليك، فقط خاطبهم على قدر عقولهم وبمنتهى حب ورحمة.
تذكر أنك أنت من اخترت أن تفكر بهذه الطريقة، عندما تدرك أنك تستطيع خلق واقع جديد، تكون قد رفعت من وعيك ولن يكون للأفكار السلبية نفس التأثير السابق عليك.

طرق التعامل مع المشاعر السلبية:
التعامل مع المشاعر السلبية يكون كما ذكرنا بتحريرها. وهناك تقنيات تساعد كثيراً في تحرير المشاعر السلبية (راجع موضوع “تقنيات تحرير المشاعر السلبية“)
ولكن بشكل عام عندما تشعر بمشاعر سلبية عليك أن تنتبه لما يلي:

اعترف بوجود هذه المشاعر واقبلها. لا تفقد الأمل أو تيأس أو تشعر بأنك ضعيف أو غير واعي لمجرد شعورك بمشاعر سلبية، ليست المشكلة في أنك تشعر بشعور سلبي، ولكن كيف تتعامل معه. أنت إنسان وأرقى ما فيك وما يميزك هى مشاعرك، هى التى تميزك عن باقي المخلوقات والموجودات في الكون.
اسمح لنفسك بأن تشعر بالشعور السلبي سواء قلق أو اكتئاب أوحزن أوغضب، وسامحها على هذا الشعور لأن هذا من حقك، لأن الشعور السلبي طاقة سلبية، لابد وأن تحررها. لا تتجاهله أو تقاومه أوتقمعه أوتلوم نفسك على مجرد الشعور، اقبله ثم حرره.

بعد الاعتراف بالمشاعر وقبولها يأتي دور تحريرالمشاعر وذلك يكون بالتقنيات (راجع موضوع “تقنيات تحرير المشاعر السلبية“) ومن الممكن أن تفعل شىء مثل الكتابة: اكتب ماتشعر به في ورقة ثم احرقها، أو الدعاء، أو قرأة القرآن، أو الصدقة أو أى شىء يتعلق بالعبادات أو ترديد التوكيدات الإيجابية، أو المشىء، أو التأمل أو الرسم أو التلوين أو ممارسة أى هواية أو شىء تستمتع بأدائه …… لكل شخص طريقته في تحرير مشاعره، المهم ألا تكتم وتقمع هذه المشاعر أو تتجاهلها أو تقاومها أو حتى ترفضها. فقط اقبلها وتعامل معها بطريقة صحيحة.
من الأشياء التي تساعد في التعامل مع المشاعر السلبية هىفهم الأسباب التي أدت إلى هذه المشاعر، ووضع خطة للتعامل السليم مع هذه الأسباب، والتحكم في ردود الأفعال (راجع موضوع “كيف اكتسب عادات جديدة؟“).
ومن أفضل الطرق المجربة والفعالة في التعامل مع المشاعر السلبية هى أن تتخذ موقف المراقب. راقب مشاعرك باستمرار، ولاحظ كيف ومتى تتغير وتتبدل ، هذا سيساعدك على فهم نفسك.

ليس هناك أفضل من أن تتعلم كيف تتعامل مع مشاعرك وأفكارك السلبية لأن هذا يجعلك المتحكم في واقعك. وليس هناك أسوأ من أن تترك نفسك أسير أفكارك ومشاعرك السلبية.
طبق بالتدريج ماذُكر في هذا الموضوع، وإن توقفت لاتيأس.
لو أنك تعلم أنك في هذه الحياة لتتطور، ولا سبيل لذلك إلا بالمحاولة، وأنك تؤجر على المحاولة، لأدركت أنه لاداعي لأى شعور سلبي ولست بحاجة لأن تتمسك بالأفكار المؤذية.
لكم جميعاً كل الحب.