المحتويات:
تعريف التعلق
أسباب التعلق
نتائج التعلق
كيف أفك التعلق؟
أولاً: تعريف التعلق:
التعلق يعني التمسك الشديد أوالتشبث بشىء أو بشخص أو حتى بهدف ما ومع غياب هذا الشىء أوالشخص أو عدم تحقق الهدف يشعرالإنسان بعدم التوازن وعدم الراحة أو عدم القدرة على الاستمتاع بالحياة. التعلق بالشىء أو بالشخص أو بالهدف هو التفكير به طوال الوقت وجعله محور الحياة وربط سعادة الإنسان وباقي حياته عليه.
والتعلق ليس له أى علاقة بالحب. التعلق هو علاقة تبعية غير مشروطة وبالتالي عدم توازن، ومن هنا تأتي خطورة التعلق.

ثانياً: أسباب التعلق:
للتعلق أسباب عديدة أهمها الشعور بعدم الأمان أو الخوف، أوعدم الثقة بالنفس، أوعدم الشعور بالقيمة أو إنخفاض الاستحقاق الذاتي، أوالتعرض لصدمات..
التعلق في الأصل هو انعكاس لحالة من عدم التوازن لدى الإنسان. فهو يعبر عن الإحتياج أو صورة له وشكل من أشكاله، وهذا ما يفسر أنه كلما زاد تعلق الإنسان بشيئاً ما، زاد ابتعاد هذا الشىء عنه. أو بمعنى آخر، الأشياء تبتعد عنك بقدر احتياجك ليها.
الشخص المتعلق تصدر منه طاقة الاحتياج وهى طاقة فقر، ووفقاً للقوانين التي وضعها الله –سبحانه وتعالى- في الكون، ومنها قانون الجذب، الإنسان يجذب الأشياء والأشخاص من نفس طاقته، فمن طاقته سلبيه يجذب كل شىء وشخص سلبي، والإيجابي يجذب الإيجابي، ومن طاقته طاقة الفقر يجذب شبيهه، والعكس صحيح، وكذلك بالنسبة للأهداف، ولكل شىء في الكون. فلو أنت شخص متعلق ستنفر منك الأشخاص والأهداف وكل شىء إيجابي.

ثالثاً: نتائج التعلق:
يسبب التعلق المشاكل في كافة نواحي الحياة ومن أهم هذه المشاكل مايلي:
عدم الشعور بالسعادة: وذلك لأن الشخص المتعلق شخص غير متوازن ودائماً يعيش حالة من الخوف والقلق.
علاقات غير صحية: الشخص المتعلق شخص ماص للطاقة، ولهذا كل من يتعامل معه يُرهق بعد فترة وجيزة وينسحب.
عدم تحقق الأهداف، أو تحققها بمنتهى الصعوبة والبطء وإن تحققت تتحقق بمشاكل. ولتحقق هدفك ضع خطة واعمل على تنفيذها، وفكر به وتخيله مع استحضار مشاعر الوصول إليه لمدة دقيقة فقط مرة أو مرتين في اليوم.

رابعاً: كيف أفك التعلق؟
ليس هناك حل لتحقق أهدافك أو لعيش حياة متوازنة إلا بفك التعلق. ولكن كيف لنا أن نفك التعلق؟
في الحقيقة فك التعلق ليس بأمر هين ولامستحيل، هو فقط يحتاج للإرادة والوعي واتباع بعض الخطوات. التعلق لابد وأن يعالج على مستوى الأفكار والمشاعر وعلى المستوى المادي أيضاً. وفيما يلي بعد الأمور التي ستساعدك في فك التعلق:
على مستوى الأفكار:
لتعلم أن التعلق في بدايته عبارة عن فكرة. ومعالجة الأفكار يكون بمناقشتها وتفنيدها ووضعها في مستواها المناسب، والتركيز على غيرها من الأفكار المفيدة الإيجابية.
وبالنسبة للتعلق عموماً هو منافي للطبيعة التي خلق الله عليها الكون كله، فليس هناك تعلق في أى شىء خلقه الله، بل الكل يعمل وفقاً لنظام مُحكم، وحتى وإن حدث خلل لاتتوقف المنظومة كلها عن العمل بل تستمر بشكل أو بآخر، فلو كان هناك مبدأ التعلق لما استمرت الحياة إلى يومنا هذا.
إذاً عليك في البداية أن تفكر وتكتب كل الأسباب التي تعتقد أنها دفعتك للتعلق، ثم تناقشها مع نفسك وتفندها، واستبدلها بأفكار تخدمك وتفيدك واقنع نفسك بها، وحاول أن تبحث عن قصص أوأحداث تؤيد الفكرة الجديدة الإيجابية.

على مستوى المشاعر:
كل فكرة في الحقيقة تترجم إلى شعور، فالمشاعر تُنْتج من الأفكار أوأن الشعور أصله فكرة. وبالطبع تغييرك للأفكار سيؤثر على شعورك.
إذا كان الأمر كذلك فلما نحتاج إلى معالجة التعلق أو أى فكرة سلبية على مستوى الشعور؟
لأنه وببساطة لدى من اعتنق فكرة سلبية ما لفترة من الوقت ولو بسيطة مخزون سلبي من المشاعر محفورة في العقل الباطن. فتحرير ومعالجة هذه المشاعر من شأنه أن يُزيل وبعمق الأثر السلبي للفكرة السلبية القديمة.
وهذا ما يفسر أن بعض الناس يقولون نحن لم نعد نعتقد أونؤمن بفكرة سلبية ما، ولكن لايجدون أثراً جيداً في حياتهم، وذلك لأن “التنظيف” لم يكن عميقاً، أو أن المشاعر المرتبطة بالفكرة السلبية لايزال يحتفظ بها العقل الباطن.
هناك تقنيات لتحرير المشاعر سنذكر بعضها ولك أن تبحث عنها بالتفصيل وتطبقها.

من هذه التقنيات تقنية “الإي أف تي” أو تقنية الحرية النفسية أو تحرير المشاعر السلبية، وعن تجارب واقعية هذه التقنية بسيطة وفعالة .جداً (راجع موضوع “تقنيات تحرير المشاعر السلبية“)
ولكن بشكل عام أى تقنية لتحرير المشاعر قد يصاحبها بعض الأعراض سواء على المستوى النفسي أو الصحي، أى أنه قد يحدث مع بداية أى تقنية أو طريقة لتحرير المشاعر شعور بالاكتئاب أو الرغبة في الانعزال، وقد تحدث بعض التأثيرات على المستوى الصحي، ولكن الأعراض تختلف من شخص لآخر، وقد لاتحدث أيضاً،
ولكن وفي كل الأحوال هذه الأعراض مؤشر على مفعول التقنية، فهى على الأرجح تثير كل الطاقة السلبية بداخلك لتحررك منها.
والوعى بهذه الحالة التي تُحدثها تقنيات تحرير المشاعر مهم جداً، لأنه يجعلك تفهم سبب هذه الحالة. وبعد فترة تجد تغييراً ملحوظاً حتى في واقعك المادي. ولاغرابة في ذلك خاصة مع الوعى بطبيعة تكوين الإنسان.
وهناك أيضاً تقنية “سيدونا” لتحرير المشاعر السلبية، وتقنية الكتابة والاستغفار وغيرها من التقنيات.

تقنية “التأمل بأسماء الله الحسنى”
“التأمل بأسماء الله الحسنى” تقنية غاية في السهولة، أما الأثر والنتائج أنت من سيكتشف ذلك.
وللأمانة هذه الطريقة ذكرها د.أحمد عمارة، بارك الله فيه، في حديثه عن الدعاء.
تعتمد تقنية “التأمل بأسماء الله الحسنى” في البداية على التنفس بعمق وببطء ثم تردد الاسم الذي يناسب ماتسعى لتحقيقه. فمثلاً من يريد تحسين ذاكرته قد يناسبه اسم الله “الحفيظ” أو “العليم”، من يريد النصر قد يناسبه اسم الله “العزيز”، من يريد امتلاك شى يناسبه “المالك” …….ليس هناك قاعدة محددة، ولكن الأمر يعتمد على الشعور.
وبعد أن تقول “باسم الله المالك” أو “سبحان ربي المالك” أو أى اسم تريده -ويكفى ترديده مرة واحدة- تستحضر الخشوع، وتتأمل وتتخيل أن ماترغب به قد حدث بالفعل وتستحضر المشاعر التي تشعر بها عندما يتحقق هذا الهدف.
قم بهذا التأمل لمدة دقيقة واحدة مرة أومرتين يومياً، ويفضل عند الاستيقاظ من النوم وقبل النوم مباشرةً.
السر كل السر في اليقين، والحقيقة أن اليقين هو أن تؤمن فعلاً أن كل شىء هين على الله، ولايعجزه شىء، وإنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون. كلما آمنت بمدى سهولة تحقق الأشياء تتحقق.
لا تشغل نفسك بالتفاصيل أو بالطريقة التي سيتحقق بها الهدف. لا تخاف ولا تقلق فقط عش حالة الخشوع والاستمتاع كأن ماتريده حصل بالفعل. وستجد الأفكار تنهال عليك حاول تدوينها، وفوراً ضع خطة وأبدأ بالتنفيذ.
لن تكتشف كم أن هذه الطريقة حياة ونعيم حتى تجربها بنفسك. ولتتذكر أن الدعاء بدون عمل عبث، التأمل بأسماء الله الحسنى هو سعى النفس، أو الإيمان، أما الخطة والتنفيذ والفعل هو سعى الجسد والذي بدونه لن يتجسد شىء على أرض الواقع. الإيمان يوفر عليك 90% من الجهد، ولكن بدون 10% من العمل لن تجد نتائج.

على المستوى المادي:
بعد أن عرفنا كيف نعالج التعلق –أو أى فكرة سلبية- على مستوى الأفكار والمشاعر، نتحدث عن المعالجة على المستوى المادي:
الواقع المادي لغته الأفعال. والفعل -كما ذكرنا- كله يتلخص في البحث عن بدائل وحلول، واكتساب المهارات والتطوير المستمر، ووضع الخطط وتنفيذها.
خامساً: فوائد فك التعلق:
الاستمتاع بالحياة والشعوربالسعادة
الشعور بالأمان وعدم الشعور بالخوف أو القلق
الاستمتاع بالعلاقات الصحية المتوازنة
تحقق الأهداف بسهولة. فك التعلق هو التخلي ليتحقق التجلي.
في رحلتك لفك التعلق عليك أن تجعل هدفك الأساسي هو الله. فكل فعل دافعه حب الله والتقرب منه والتعرف عليه معرفة روحية، يجعل من هذا الفعل شغفاً ويوقد الحماس. دعك من توافه الأمور وتوافه الأشخاص. وتقبل وامتن واشكر وفك التعلق.