لماذا تقرأ هذا المقال؟
إذا كنت حاولت جاهداً وبطرق متعددة ومختلفة في تحقيق أهدافك ولم تنجح، وإذ لم تستطع أن تجذب إلى حياتك ماتريد على الرغم من أخذك بالأسباب، فأنت حتماً تحتاج إلى قرأة هذا المقال، لأنه وبإختصار سينبهك لما قد يكون خفى عنك حتى هذه اللحظة.
المحتويات :
1-تعريف العقل الواعي والعقل اللاواعي (العقل الباطن)
2- تجربة بورهيف كدليل على قوة وسيطرة العقل الباطن
3- طرق برمجة العقل الباطن
4- أنسب وقت لبرمجة العقل الباطن
أولاً: تعريف العقل الواعي والعقل اللاواعي (العقل الباطن)
إذا أردت أن تحدث تغييرات في حياتك ففهم بعض الأمور سيساعدك في تحقيق هدفك بسهولة ويسر.
هل تعلم أن كل مايحدث لك في حياتك سببه برمجة العقل الباطن (العقل اللاواعي)؟ نعم كل ما يحدث لك نتيجة برمجة حدثت لعقلك الباطن.
ولكن في البداية ما هو العقل الباطن أو (العقل اللاواعي)؟ وهل يوجد فرق بينه وبين العقل الواعي؟
بإختصار وبمنتهى البساطة العقل الواعى هو العقل المدرك لما حوله بالحواس وهو المسؤول عن إتخاذ القرارات، في حين أن العقل اللاواعي (أو العقل الباطن) هو مخزن التجارب والمشاعر التي تعتقد أنك تسيطر عليها، كما أنه مسؤول عن الأفعال اللاإرادية مثل تنظيم حركة الجسم. العقل الواعي هو الذي يبرمج العقل الباطن.
يمكن أن تتخيل أن العقل الباطن مثل سوفت وير أو برنامج يحوي بداخله مليارات ومليارات المعلومات عن كل شىء في الكون. “وعلم آدم الأسماء كلها”.
يسيطر العقل اللاواعي على 95% من أفعالك في الحقيقة، بينما يسيطر العقل الواعي على 5% فقط. يمكنك أن تتخيل كم هو مهم ومؤثر.
فمعنى ذلك أنك لو حاولت أن تفعل شيئاً ما وبرمجة عقلك الباطن سلبية، فمهما تحاول ستأتي النتيجة حتماً وفق برمجته. أى إذا كان ما تريده لايتحقق رغم محاولاتك الجادة، فبرمجة عقك الباطن سلبية ولابد أن تغير برمجته.
ثانياً: تجربة بورهيف كدليل على قوة وسيطرة العقل الباطن:
هى تجربة أجراها د. بورهيف – طبيب و عالم هولندي- أظهرت مدى قوة العقل الباطن، حيث قام بإجراء تجاربه على المجرمين المحكوم عليهم بالإعدام، وذلك مقابل صرف مبالغ مالية لأهلهم وذكر أسمائهم في البحوث العلمية مما قد يكون تخليداً مشرفاً لذكراهم.
وفي هذه التجربة قام د.بورهيف بإقناع المحكوم عليه بالإعدام أن الحكم سيُنفذ من خلال قطع الشرايين. ثم عصب عيني المجرم، واستخدم أيضاً في تجربته خراطيم لتُضخ من خلالها المياه على جسد المحكوم عليه بالإعدام، ووضع دلوين على بعد مناسب ليسقط فيهما المياه بعد أن تنساب على جسد المجرم.
وبعد عصب العينين تظاهر الدكتور بأنه قطع شرايين المحكوم عليه بالإعدام، وبدأ بضخ ماء دافىء بدرجة حرارة الجسم و سقط الماء في الدلوين محدثاً صوتاً كصوت الدم المسال من الجسم.
وبعد دقائق لاحظ الحاضرون شحوب وجه المحكوم عليه بالإعدام، وعندما كشفوا وجهه وجدوه قد مات. نعم لقد فارق الحياة. مع أنه لم تخرج منه قطرة دم واحدة.
والأغرب من ذلك أنه عندما قاس العلماء مقدار الماء في الدلوين وجدوه نفس المقدار الذي يحتاج الجسم أن يفقده من الدم لكي يموت. هل تخيلتم من قبل هذه الدقة؟ وماخفى كان أعظم!
إذا أردت أن تُغير من واقعك وأن تخلق لنفسك واقع من تصميمك أنت، فقط عليك أن تعرف كيف تتواصل مع عقلك الباطن وكيف تبرمجه لتستخدمه لخدمتك.
ثالثاً: طرق برمجة العقل الباطن
العقل الباطن يتبرمج من خلال طرق رئيسية:
أولاً: الخيال مع المشاعر (الكثافة الحسية) ثانياً: التكرار
وجميعهم يجب أن يتحققوا في حالة الإسترخاء والتأمل حتى يمكن التواصل مع العقل الباطن لإعادة برمجته.
أولاً: الخيال مع المشاعر (الكثافة الحسية)
المقصود بالكثافة الحسية هنا هو شحن الفكرة بالمشاعر وتغذيتها بطاقة الإنسان، وذلك يجعل العقل الباطن يركز عليها أكثر، وبالتالي تزداد فرص حدوثها
تتحقق الكثافة الحسية بأكثر من طريقة، وفيما يلي بعضها:
استخدم الحواس
الخيال أو الصور الذهنية
التركيز
التجاوب والإندماج
التفاعل الإيجابي والتحفيز
التفكر والتأمل والتحليل والتساؤل والبحث والقرأة عن الموضوع، وكل ذلك يكون بطريقة إيجابية محفزة بعيداً عن المشاعر السلبية الخبيثة مثل التأنيب واللوم والقلق والخوف والحزن والمقاومة والتعلق …..
الكتابة:
اكتب ما تشعر به تجاه الفكرة التي تريد أن تبرمجها في عقلك فهذا من شأنه أن يجعلك تحدد ماالذي يعيق برمجتها في عقلك الباطن. ويمكنك أيضاً أن تكتب ماتنجزه لتحقيق فكرتك حتى لو مواقف صغيرة لأن هذا سيزيد من حماسك ويغذي الفكرة
التفاؤل واليقين
الوعى
العبادة والروحانيات: مثل الذكر والدعاء والصلاة، وخاصة في أوقات قبل الفجر أو بعده. وذلك لأن فيها استرخاء وتصور وتأمل وكثافة في المشاعر.
الممارسة والتطبيق:
لا تستسلم أبداً. كرر المحاولة دائماً، واسأل نفسك وأنت في حالة الاسترخاء: “ماذا يمكن أن أفعل لأحقق هدفي؟” وستحصل على الإجابة بطرق مختلفة. تواصل مع عقلك الباطن وستجده يمدك بالأجوبة. وعندما تحصل على الجواب أبدأ بالتنفيذ ولا تماطل.
(ضع خطة للتحدث مع الذات)
ثانياً: التكرار
التكرار يعني أداء فعل ما أكثر من مرة أو معاودة الإتيان به مرة بعد مرة. وقد يكون بكتابة ماتريده أو بالتلفظ به وترديده بصوت مسموع أو بالأثنين معاً أكثر من مرة.
مثال:
إذا أردت أن تنجح في الإمتحان، مع أخذك بالأسباب والمذاكرة طبعاً، فصغ ماتريد القيام به في جملة بسيطة ومحددة وواضحة، وأن يكون زمن الجملة في المضارع، وألا تحتوي على نفي.
أى أنه في المثال السابق، نكتب في ورقة “أنا أنوي أن أنجح في الإمتحان بفضل الله” ولا نقول”سوف أنجح” أو “أنوي ألا أرسب” .
ونكتب الجملة عدد من المرات (مثلاً 15مرة يومياً) ويمكن أن ننطق الكلمات بصوت مسموع أثناء الكتابة، وذلك حتى نساعد العقل الباطن على التركيز في هذه الفكرة وبرمجتها.
كلما كثر التكرار كلما قبله العقل الباطن. قد يتقبل شخص ما الفكرة بعد تكرارها عدد مرات قليلة، وقد لا يتقبل العقل الباطن لشخص أخر إلا بعد تكرار الفكرة مئات المرات. كرر إلى أن تستشعر أنك حققت الهدف. ويستطيع الإنسان التحكم في ذلك من خلال الوعي.
رابعاً: أنسب وقت لبرمجة العقل الباطن:
قبل النوم أو بعد الإستيقاظ مباشرةً.
من لايستطيع التواصل مع عقله الباطن لايستطيع برمجته وبالتالي لن يحصل على نتائج إيجابية من أفعاله مهما كانت مبادراته جادة.
إذا استطعت برمجة عقلك الباطن بشكل سليم ستكتشف أنك قادر على التحكم في الكثير من الأمور وأنك قادر على تحقيق أهدافك، وخلق واقع من تصميمك أنت. فقط تعلم وحاول وابذل جهدك واستعن بالله.