البندولات في الترانسرفينج
توصية: يوصى بقراءة الموضوع بالتسلسل وللنهاية بتمعن. وستجد أن الترانسرفينج يتضح أكثر مع المزيد من القراءة عنه، حتى وإن وجدت بعض النقاط غير واضحة بشكل كبير، فقط اكمل قراءة الموضوع إلى نهايته، وستجد أنك تستوعب الأمور شيئاً فشيئاً.
يوجد من هم على علم بقوة طاقة التفكير والمشاعر ويستغلها في تحقيق أهدافه، في حين أن هناك آخرون لايعلمون شيئاً عن هذه الطاقة وعن قوتها وهم بذلك فريسة سهلة لمن يستغل طاقتهم الحرة الناتجة من أفكارهم ومشاعرهم لتحقيق أهدافهم عن طريق صناعة مايسمى بـ”بندولات الطاقة“.

البندول هو أى هيكل أو كيان أو نظام تكون من طاقة الناس أو يعتمد عليها ويؤثر فيها. فالسياسة والرياضة والعمل والزواج والإعلام والموضة …….. بندولات. أى أن أى فكرة لها أتباع ومخالفين تعتبر بندول. وأى شىء هدفه توجيه تفكير الناس ومشاعرهم –طاقتهم الحرة– في إتجاه معين بدون وعى منهم هو بندول، هدفه توجيه الطاقة الحرة لهولاء الأشخاص لخدمة أهداف أصحاب البندول.

يحاول البندول أن يأخذ منك أكبر قدر من الطاقة إيجابية كانت أو سلبية وقبل كل شىء عاطفية أى يصحبها مشاعر، لأنه يتغذى على الطاقة ويكبر من خلالها.
وسواء كنت من أتباع البندول أو من معارضيه فأنت تغذيه في كل الأحوال بطاقتك. بمعنى أن أى أفكار أو مشاعر تصدر منك تجاه البندول سواء بالإيجاب أو السلب فأنت تعطيه طاقة وتساعده في أن يكبر ويتوسع.
وذلك لأن تفكير الناس في شىء معين يصنع له تردد في فضاء الإحتمالات، وبالتالي هو يتفعل ويتحقق في العالم المادي. وعندما يوجه عدة أشخاص تفكيرهم في نفس الإتجاه، سيخلقون هيكل أو كيان طاقي يتجسد ويتجلى هذا الشىء شيئاً فشيئاً على أرض الواقع. هذا الهيكل أو النظام الذي يعتمد على طاقة الناس أو الذي تَكوّن من طاقتهم ويؤثر فيها هو “بندول“.
من الصفات الأساسية للبندولات -خصوصاً البندولات الضارة: تنافس البندولات المتشابهة لحشد أكبر عدد من الأتباع لتتغذى وتكبر على طاقتهم، ودائماً مايحاولون أن يقنعوا الأتباع أن الإنضمام للبندول مفيد بالنسبة لهم، ويرغبوهم بكل الطرق للإنضمام للبندول، وإن لم ينجح الترغيب يستخدموا الترهيب أو الشعور بالذنب، وفي بعض الأحيان يعقدوا المقارنات بين أتباع البندولات في محاولة لإقناع الأتباع للإنضمام إليهم. ونجد ذلك سمة أساسية في الإعلانات التي تقنعك دائماً بإختيار منتج بعينه.

مثال على البندول:
“شركة أبل”: عندما بدأ ستيف جوبز في تأسيس شركة أبل، كان معه اثنين من أصدقائه يساعدوه على إطلاق أول منتج لشركة أبل. كل فرد منهم بدأ يعطي من طاقته الإيجابية لهذا الشىء، وهذا ما يسميه الترانسرفينج بالأتباع. الأتباع يعطون من طاقتهم الإيجابية للبندول. وأى شخص يعمل في أبل أو يشتري من منتجاتها أو حتى يتكلم عنها هو يعطي من طاقته للبندول، وبالتالي البندول يكبر ويزداد قوة.
وبنفس المبدأ، إذا اجتماع أشخاص على انتقاد شىء، فهم بذلك أيضاً يغذوه بأفكارهم ومشاعرهم أى بطاقتهم وهذا ماسيجعل البندول يتجسد في الواقع المادي. بمعنى أن أى شىء نعطيه من طاقتنا سواء طاقة إيجابية أو سلبية فنحن في الواقع نسمح له في أن يتجسد ويكبر أكثر وأكثر.
ويصنع أصحاب البندول “بندولات الطاقة” ليستغلوا من خلالها الطاقة الحرة التي ينتجها بعض الناس الذين لايستطيعون استغلال طاقتهم الحرة أو توجيهها أو ضبطها لتفعيل خطوط الحياة المناسبة لهم، وذلك عن طريق أن يعرض عليهم أصحاب البندول مقابل أو حتى بدون مقابل.

ويقول زيلاند أن الشىء الذي يمنعنا من معرفة رسالتنا أو من معرفة ماذا نريد حقاً كأشخاص هى البندولات، لأن البندولات هى التي تضع المعايير، والإنسان يقيس نفسه بهذه المعايير. فنحن نُضيّع أهدافنا الحقيقية لأن هذه البندولات توجهنا باستمرار نحو أهدافها.
البندولات ليست شر محض. هناك بندولات بناءة وبندولات هدامة. المهم أن تكون منتبه ومتوازن وعلى وعي وأنت في بندول. وعليك أن تجد بندولك الخاص، وتتعامل فقط مع البندولات التي تفيدك، وتُخرج البندولات الهدامة من حياتك.

كيف تتعامل مع البندولات؟
حسب نظرية الترانسرفينج أو “صناعة الواقع والتحكم فيه”: هناك حالتين للبندول:
– إذا كنت تتعامل مع البندول بشكل غير مباشر، فالطريقة الأمثل هى التجاهل. والتجاهل لايعني أن تتجنبه أو أن تُخرجه من حياتك، بل بالعكس أن تراه وتعترف بحقه في الوجود مثل أى بندول آخر، ولكنك تختار ألا تعطيه أى طاقة أو أى رد فعل منك تجاهه سواء بالسلب أو بالإيجاب. فقط تجاهل وانعم بالسلام.
– إذا كنت تتعامل مع البندول بشكل مباشر، فالطريقة الأمثل هى الإخماد. والإخماد يكون عن طريق أن تُغير السيناريو، أى أن تفعل عكس مايريدك البندول أن تفعله وذلك يكون بتقليل الأهمية أو باستحضار مشاعر عكس مايدفعك البندول لإنتاجها. بمعنى إذا كان البندول يريد أن يستفزك لتغضب، فالإخماد هنا يكون بأن تقلل أهمية الشىء الذي يصارعك عليه البندول، وأن تستحضر مشاعر السلام والهدوء وذلك يمكن عن طريق أن تتذكر أى شىء إيجابي، وأن تحمد الله أنه جعلك تستطيع أن تعرف البندول وأن تكون على وعى بطريقة التعامل معه، وأن تكون ممتناً دائماً لكل الأحداث وتعلم أنها لصالحك لتتطور وترتقي.

بشكل عام كن على الحياد مع البندولات، وكن متوازناً، لأن البندول مهمته في الأساس أن يستنزف طاقتك. طالما أنك متوازن ومنتبه ولاتبالغ في إعطاء البندول الأهمية تستطيع أن تستمر في البندول.
وتذكر دائماً قبل أن توجه أفكارك ومشاعرك –طاقتك الحرة– تجاه أى شىء أنك بتوجيه هذه الطاقة أن تُفعل خط حياة من فضاء الإحتمالات وتجعله يتجسد في واقعك المادي، فتأكد أن خط الحياة هذا يخدمك ويخدم أهدافك الحقيقية ورسالتك، وإلا ستجد أن هذا الخط ملىء بالمعاناة وسوء الحظ، لأنه ببساطة ليس الخط المناسب لك.