النيــــة في الترانسرفينـــــج
من المصطلحات المهمة جداً في الترانسرفينج هو مصطلح “النية“. وفي الحقيقة عندما نقرأ عن النية في الترانسرفينج نجد مفهومها مختلف عن ما اعتادنا عليه من قبل، فالنية في الترانسرفينج ليست الرغبة أو الأمنية في تحقيق هدف ما، وإنما النية مرحلة متقدمة عن الرغبات والأمنيات، نستطيع القول أن النية من منظور الترانسرفينج هى إتخاذ الخطوات نحو الهدف أو هى السعى نحو الهدف. وهذا يختلف كلياً عن الرغبات أو الأمنيات.
تبدأ الأهداف في شكل رغبات أو أمنيات لتحقيق شىء ما ليس متحقق في الوقت الحالي، ولكن عندما نقرر أن نبدأ في إتخاذ خطوات نحو الهدف، أو نًهم بالفعل، أو نعزم على إتخاذ الخطوات، أو نسعى لتحقيق الهدف تستطيع حينها استشعار طاقة النية داخلك.
الرغبات أو الأمنيات تظل وستظل خيالاً حتى تنوي. النية أو الهم بإتخاذ الخطوات أو السعى نحو الهدف معناه أنك تُفعل خط حياة من فضاء الإحتمالات وأنك تجسد أهدافك في الواقع المادي. وطالما أنك لم تتخذ خطوات فعلية نحو الهدف فهذا -وفقاً للترانسرفينج– يعني أنك لم تصل لمرحلة النية بعد وأنك لازلت في مرحلة الرغبة.
مثال:
إذا رغبت في أن تذهب للعمل، طالما لم تبدأ في تجهيز نفسك للذهاب للعمل، فالذهاب للعمل مجرد رغبة، أما إذا بدأت تجهز فهذه هى النية -وفقاً للترانسرفينج، والطاقة التي بداخلك حينها هى طاقة النية.
وقوة هذه الطاقة تختلف من شخص لآخر، حتى أنها تختلف من موقف لآخر أو من هدف لآخر. هناك من إذا عزم على فعل شىء فبمجرد بدء الخطوات تتيسر الأمور تلقائياً، وتتحقق الأهداف بمنتهى سلاسة ولطف، ومن الناس من تكون طاقة نواياه ضعيفة فيشعر أن تحقيق الهدف صعب ولايستطيع تجسيده في عالمنا.
والخبر السار في هذا الموضوع أنك تستطيع أن تُقوى طاقة النية داخلك لتستطيع تحقيق أهدافك بمنتهى سهولة وبأقل مجهود. فالطاقة الحرة هى وقود طاقة النية، أو هى المادة التي يُنتج منها طاقة النية، لأن الطاقة الحرة تتحول بشكل ما في جسم الإنسان إلى طاقة نية لتحقيق الأهداف.

النية الداخلية: هى ما شرحناه سابقاً، فهى السعى، والطاقة التي تستشعرها عند السعى هى طاقة النية.
النية الخارجية: هى ببساطة تَشَكل أحداث ومواقف وظروف أو حتى أشخاص لدعمك فيما نويته وتحقيقه، هى في الواقع تدابير الله وتدخل القدر لمساعدتك.
مثال:
إذا أردت أن تذهب للعمل كما ذكرنا، ولكنك مجهد لاتستطيع القيادة، فنيتك الداخلية تبدأ عندما تقوم من الفراش بنية الذهاب للعمل، والنية الخارجية قد تكون في شكل صديق يتصل بك ويخبرك بأنه سيمر عليك وتذهبا سوياً بسيارته.
الفرق بين النية الداخلية والنية الخارجية هى أن النية الداخلية هى شىء أنت تستطيع التحكم فيه والسيطرة عليه، أما النية الخارجية لاتستطيع التحكم فيها ولا السيطرة عليها. النية الخارجية هى تيسيير الأمور بطريقة أنت لست المتحكم بها.
النية الداخلية هى طاقة لدى الإنسان القدرة على إنتاجها في أى وقت، أما النية الخارجية فهى طاقة لايعرف الإنسان كيف تتفعل ومتى تتفعل.
في النية الداخلية تستطيع تصور شكل الأحداث التي ستمر بها أو مجرى الإحتمالات لأنك منتجها ومنفذها، على عكس النية الخارجية التي لاتعرف أى شىء عن مجرى احتمالاتها.
أنت تتجه نحو الهدف بنيتك الداخلية، أما النية الخارجية فهى تتعامل مع كيفية تحقيق الهدف. الإنسان يستخدم نيته الداخلية ليسيطر ويتحكم في واقعه، وذلك يأخذ منه قدر كبير جداً من الطاقة، غير أن النية الخارجية تُحقق الهدف دون مجهود يذكر منه.
إذا كان للإنسان سلطان على النية الخارجية لاستطاع تجسيد كل شىء يفكر فيه بمجرد أن يخطر على باله، ولكن وعلى الرغم من ذلك هناك أموراً إذا قمت بها تستطيع أن تجعل طاقة النية الداخلية تُفعل إلى حد ما طاقة النية الخارجية حتى تُسهل على نفسك تحقيق الأهداف، وهذا ما يقترحه الترانسرفينج:
1- الإنسجام بين عقلك وروحك، أى أن كلاهما يؤمن بالهدف.،
2- التحرر من البندولات، وكما ذكرنا- ذلك يكون بألا يسيطر عليك أى بندول، وأن تكون واعياً ومتوازناً وأنت تتعامل مع البندول.
إذا حدث التوافق أو الإنسجام بين العقل والروح على تحقيق الهدف، وتحرر الإنسان من البندولات يستطيع إلى حد ما تفعيل النية الخارجية. ولكن الإنسان قد يُعيق تحقيق هدفه بنفسه إذا قام بشيئاً مما يأتي:
عدم الاستحقاق أو عدم السماح بالإمتلاك: إذا اعتقد الإنسان أنه لا يستحق الهدف، أو أنه يصعب عليه تحقيقه أو الحصول عليه أو امتلاكه فعندها لن يتحقق هدفه
الشك في إمكانية تحقيق الهدف يعني أن التوافق بين العقل والروح في الوصول للهدف لايتحقق. قد لايكون عند الإنسان تصور تفصيلي لما قد يقوم به لتحقيق الهدف، ولكن من تَتَوافق روحه وعقله على الهدف يؤمن بأنه سيحققه بطريقة ما حتى وإن كانت ملامح الطريق بالتفصيل غير واضحة له. من تتوافق روحه مع عقله على تحقيق هدف ما لايشك ولا يؤمن، هو فقط يعرف أن هدفه يتحقق مع السعى والوقت على حسب قول زيلاند
التعلق الشديد بالهدف، لأنه عندما يتعلق الإنسان بالهدف فهذا يعني أنه بالغ في رفع الأهمية وكوَّن فائض احتمال، وهذا بدوره يُفعل قوى التوازن لتزيل فائض الاحتمال وتعيد التوازن، وذلك يكون في شكل أحداث نتائجها عكسية تماماً للهدف.
ومن الأشياء التي تساعد على عدم التعلق بالهدف هو وضع خطة بديلة تنفذها في حالة أن الهدف لم يتحقق. اسأل نفسك ماذا ينبغي على أن أفعل إذ لم يتحقق هدفي؟
الخطة البديلة، أو كما تسمى أحياناً “الخطة ب”، لا ينبغي أن تستحوذ على تركيزك، بل أنت تضعها فقط بنية التحرر من التعلق بالهدف حتى تكون متوازناً، ولاتبالغ في أهمية الهدف حتى لاتُكون فائض احتمال وتُفعل قوى التوازن ضدك. تركيزك ينبغي أن يكون على الهدف وعلى أيسر الطرق لتحقيقه.
الاستعجال: في العالم المادي كل شىء يحتاج لوقت حتى يتجسد. استعجالك في تحقيق الهدف -كما ذكرنا- يمكن أن يجعل تردد طاقتك الحرة غير متوافق بدرجة كبيرة مع الهدف، ويزداد الأمر سوءاً إذا فقدت تركيزك على الهدف أو أصابك اليأس والإحباط فأنت هنا تكون أوفقت تفعيل خط الحياة المكتوب فيه أن هدفك متجسد في الواقع المادي.
ويقول زيلاند أن ليس هدف الترانسرفينج أن يعطيك دفعة من الحماس، بل هو يعلمك تقنية عملية لتحقيق أهدافك ولتستشعر السعادة.
والحالة الإيجابية -كما ذكرنا- بشكل عام والإيمان بالهدف، ووعيك بأنك بتطبيقك بعض الخطوات أنت تصنع واقع أنت المتحكم فيه، ذلك يجنبك الفتور أو فقدان الشغف والحماس، بل على العكس تماماً، أنت تشعر -وربما لأول مرة- أنك أخيراً من يقود واقعك وليس العكس.
عدم التركيز: النية الداخلية طاقة، وإذا كان لديك أكثر من هدف، اختر الأهم منها وركز في تحقيقه حتى لا تُشتت طاقة النية بداخلك، وبعد أن تحققه أو تجسده في الواقع المادي، حقق الذي يليه في الأهمية بالنسبة لك.
عدم الخروج من منطقة الراحة والأمنيات -أى عدم البدء في إتخاذ خطوات فعلية نحو الهدف- يعني أن طاقة النية الداخلية عندك لم تُفعل بعد، وأن رغبتك وأمنيتك لم ترقى إلى مرحلة النية، وبالتالي لن يتحقق شىء.

الخلاصة:
يبدأ الهدف بمجرد فكرة أو رغبة أو أمنية في فعل شىء أو امتلاك شىء، فإذا استطاع الإنسان أن يتحكم في أفكاره ومشاعره بحيث تتوافق روحه مع عقله ويقتنع ويصدق بالفعل أنه يستطيع تحقيق أهدافه، ولايبالي كثيراً بالمعيقات أياً كانت أشكالها، بما فيها البندولات، ولايرفع أهمية الهدف او يحط من أهميته، فقط يكون بداخله ذلك الشعور أنه سواء تحقق الهدف أم لم يتحقق فلا ضير في ذلك، وأنه يعيش الحياة لكى يرتقي ويستمتع، وعاش هذه الحالة من الرضى والتقبل والسلام والتوازن، ولم يستعجل النتائج، ولم يفقد التركيز على الهدف، ولم يحارب، ولم يشك أو يخاف أو يقلق، وآمن بصدق قوله – سبحانه وتعالى-: “ولكل أمرأ ما نوى“، هذا وعد حق على الله -سبحانه وتعالى- أطلقه للجميع، واتخذ خطوات فعلية بسيطة وثابتة تجاه الهدف، فهو بذلك يُفعل خط الحياة من فضاء الإحتمالات، مكتوب في هذا الخط أن هدفه متجسد في الواقع المادي، وكل ماعلى الإنسان أن يُراقب مجرى الإحتمالات ويتدفق معها، ويركز على الهدف، ويستمر في السعى نحو الهدف بأيسر الطرق وألطفها، أى بالمتاح له حالياً.
أى أن على الإنسان أن يسعى بالنفس والجسد، سعيه بالنفس هى تحكمه في مشاعره وأفكاره أو ضبط طاقته الحرة، وسعيه بالجسد هو اتخاذ خطوات بسيطة وثابتة نحو الهدف، وينتبه من أن يعيق تحقيق هدفه بنفسه بارتكابه أحد الأخطاء التي ذكرناها سابقاً.
هل يوجد ملخص لكتاب فاديم زيلاند
لأهم الامور التي يحب التركيز عليها في كتاب ترانسيرفنغ