ماهو الترانسرفينج؟
في البداية وقبل أن نذكر أى شىء عن الترانسرفينج، لاتتوقع أن المعلومات التي يقدمها نموذج الترانسرفينج ستكون مُقنعة إلا بعد التطبيق أو مفهومة إلى حد كبير إلا بعد قرأة الموضوع بالتسلسل وللنهاية بتمعن. وأنا شخصياً اعتقد أن الترانسرفينج يتضح أكثر مع المزيد من القراءة عنه، حتى وإن وجدت بعض النقاط غير واضحة بشكل كبير، فقط اكمل قراءة الموضوع إلى نهايته، وستجد أنك تستوعب الأمور شيئاً فشيئاً.
مع تمنياتي بقرأة ممتعة إن شاء الله.
يقول فاديم زيلاند -مؤسس الترانسرفينج– في إحدى مقابلاته أن الترانسرفينج هو عبارة عن “نظرية التحكم ” في الواقع. ولكن قبل التفصيل في شرح الترانسرفينج سنذكر سريعاً من هو زيلاند.
فاديم زيلاند هو فيزيائي روسي متخصص في ميكانيكا الكم، كما أنه عمل بمجال الكمبيوتر، ثم ألف كتاب الترانسرفينج. وهذا ما سنناقشه بالتفصيل فيما يلي.
يرى زيلاند أن الترانسرفينج في ذاته لايخاطب المجتمع ككل، بل يخاطب الفرد. وأن الترانسرفينج يساعد الفرد أن يعيش التوافق والوحدة بين عقله وروحه حتى يستطيع أن يستشعر السعادة ويحقق أهدافه. فهو يساعده على أن يتحكم في واقعه، لأنه ببساطة يعطيه تفسيرات حول الأسباب كما يوجهه نحو الطريقة الأسهل لتحقيق السعادة ولتحقيق أهدافه.
إذا أردت الخلاصة البسيطة جداً لمفهوم الترانسرفينج، فهى أن أى شىء عقلك يتخيله وروحك تؤمن بإمكانية تحقيقه في الواقع، فأنت فعلاً تستطيع أن تُحققه من خلال تطبيق نظرية “الترانسرفينج“.وأن أفكارك ومشاعرك هى التي تتحكم في واقعك. وإذا أردت التحكم في الواقع أو أن تصنعه بشكل متعمد فعليك أن تتحكم في أفكارك ومشاعرك. فأنت إذا أردت أن تصنع واقع من اختيارك فأنت تستطيع ذلك وبأقل جهد ممكن وهذا ما سنتعلمه في الترانسرفينج.
بدايةً يقول زيلاند أن الناس في مسألة الجبر والإختيار على رأيين:
– منهم من يرى أنه مُجبر ومُسير ومسلوب الإرادة وليس له إختيار أو قدرة على التحكم في واقعه وأن كل شىء مكتوب ومقدر أزلاً ولايستطيع تغيير شىء.
2- ومنهم من يرى أنه مُخيَّر وله إرادة وله قدرة على التحكم وعلى خلق واقعه ومصيره وأنه يستطيع أن يختار ويُقرر طوال الوقت.
وكلا الرأيان صحيحان: كل رأى صحيح لمن يؤمن به. ولكن يعلم كثير من الناس بـ”اللوح المحفوظ”، كما يعلمون أن اللوح المحفوظ مكتوب فيه جميع الأقدار منذ الأزل. وهذه الأقدار مكتوبة منذ الأزل بكل الإحتمالات، أى بإعتبار ما كان وما يكون وما سيكون وبإعتبار مالم يحدث أيضاً. وبما أن الأقدار بجميع إحتمالاتها مكتوبة فهذا مايجعل أصحاب الرأى الأول هم من يختاروا أن يفقدوا السيطرة على واقعهم، بينما يتحكم أصحاب الرأى الثاني في واقعهم .
وهذا ماأشار إليه زيلاند بـ”فضاء الإحتمالات“، فعند زيلاند فضاء الإحتمالات له نفس مفهوم اللوح المحفوظ. فهو مكان أو فضاء مكتوب فيه جميع أقدار البشر بكل الإحتمالات منذ بدء الخليقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
والأقدار بكل الإحتمالات مكتوبة في فضاء الإحتمالات على شكل “اسكربتات” أو “خطوط حياة” مكتوب فيها أهدافك أو الأحداث التي ترغب في تجسيدها في الواقع المادي. ولكي يتجسد خط الحياة المكتوب فيه الأحداث أو الأهداف التي ترغب أن تتحقق في الواقع المادي لابد في البداية أن تُفعل خط الحياة أو الاسكربيت الذي تختاره. ويستطيع أى إنسان أن يفعل أى خط حياة يختاره ويجسده في الواقع المادي بشكل متعمد من خلال تطبيق الترانسرفينج.
إذاً فهدف الترانسرفينج هو تعليم الناس كيف يختاروا ويفعلوا خطوط الحياة المكتوب فيها الأحداث المفيدة بالنسبة لهم أو الأهداف التي يرغبوا في تجسيدها في العالم المادي بأقل مجهود وبشكل واعي.
نظرية الترانسرفينج قائمة على فكرة أن أى هدف ترغب في تحقيقه في العالم المادي هو موجود بالفعل ومكتوب في “اسكربت” أو “خط حياة” في فضاء الإحتمالات ولكنه لم يُفعل بعد. وكل ماعليك هو تفعيل هذا الخط ليتجلي لك هذا الهدف أو الحدث.
والترانسرفينج يعلمك كيف تختار خط الحياة الأنسب لك وتفعله حتى يتجلي لك ماتريده من أهداف وتُحققه في العالم المادي. ولكنك لاتستطيع تغيير مجرى الأحداث أو سلسلة الأحداث التي ستمر بها نتيجة تفعيلك لخط حياة مكتوب فيه أو موجود فيه أهدافك أو الأحداث التي ترغب في تجسيدها في العالم المادي، ولكن تستطيع تغيير خط الحياة بالكامل إذا كانت أحداثه ليست الأفضل بالنسبة لك وتفعيل خط حياة آخر من اختيارك تكون أحداثه أفضل بالنسبة لك.
الأمر يشبه اختيارك أن تشاهد فيلماً ما، أنت عندما تختار أن تشغل هذا الفيلم، أنت لاتستطيع تغيير ترتيب مشاهد هذا الفيلم أو أحداثه، ولكن إن لم يعجبك الفيلم تستطيع أن توقفه وتشغل فيلم آخر من اختيارك، وهكذا.
فأنت لك الإختيار في تفعيل أى خط حياة ترغب في تجسيده في الواقع، وإذا وجدت في أى وقت أن خط الحياة الذي قمت بتفعيله به أحداث أو مواقف أو حتى أشخاص لاتُفضلها أو أنه لايخدم أهدافك، بإمكانك أن تُغيره وتُفعل خط حياة آخر به أحداث مفيدة بالنسبة لك أكثر من خط الحياة المفعل حالياً.
الإنسان يختار ويقرر طوال الوقت، فمثلاً عندما يتخرج الطالب من الكلية، لديه عدد لا حصر له من الإحتمالات لشكل الأحداث التي يمكن أن تتجلي في واقعه. كل احتمال من هذه الإحتمالات هو عبارة عن خط حياة في فضاء الإحتمالات يختاره الإنسان ويستطيع أن يُفعله سواء قام بذلك بوعى منه أو بدون وعى.
وكل خط حياة يحتوي على سلسلة من الأحداث التي لايمكن تغييرها أو تغيير ترتيبها، ولكن يمكن تغيير خط الحياة بالكامل واختيار خط حياة آخر.
مثال:
من اختار أن يمارس عملاً حراً سيمر بأحداث مختلفة تماماً عن الأحداث التي كان نفس الشخص سيمر بها لو اختار أن يعمل في عمل حكومي، وهو لايستطيع تغيير تسلسل هذه الأحداث طالما أنه مفعل خط الحياة الذي اختاره. ولكن يستطيع تغيير خط الحياة المفعل في واقعه حالياً واختيار خط حياة جديد مكتوب فيه أهدافه التي يرغب في تحقيقها أو الأحداث التي يريد أن يجسدها أو أن تحدث له في الواقع.
وطريقة الترانسرفينج تعلمنا كيف نختار خطوط الحياة الأنسب لنا وكيف نفعلها ونستفيد منها، وكيف ننتقل إلى خطوط حياة أفضل طوال الوقت، وكيف نتحكم ونشكل الواقع باستمرار عن وعى وبطريقة متعمدة وبأقل مجهود. وكلما مارسنا الترانسرفينج أصبح تطبيقه يتم بشكل تلقائي مثل العادات اليومية التي تبرمج عقلنا الباطن عليها.