لماذا تقرأ هذا الموضوع؟
إذا كنت تعاني من تشتت في الأفكار أو الأهداف أو لا تعرف لماذا لا تتحقق أهدافك، أو إذا أردت تحقيق أهداف وعكس ما أردت هو ما يحدث لك، فأنت حتماً تحتاج إلى قرأة هذا الموضوع.
وإذا صادفت من تتحقق معه كل الأهداف بمنتهى سهولة ويسر وأنت دائماً تجد صعوبة في تحقيق ما تريد، فقرأتك لهذا الموضوع ستضع أمامك الإجابة على تساؤلاتك.
المحتويات
ما المقصود بالنية؟
أنواع النوايا
أهمية كتابة النوايا
النوايا والآخر
أشياء تساعدك على تجلي نواياك
أولاً: ما المقصود بالنية؟
المقصود بالنية هنا عزم الشخص وقصده وإرادته لتحقيق هدف معين.
ثانياً: أنواع النوايا:
في الحقيقة من الصادم أن نعرف أن النية لا تقتصر فقط على ما ننوي فعله بطريقة واعية، ولكنها تشمل أيضاً ما ننوي فعله بطريقة غير واعية. فالنية قد تكون بوعي وبغير وعي. ومعنى ذلك أنه توجد نوايا يتبناها العقل الواعي وأخرى يتبناها العقل اللاواعي (العقل الباطن).
والنوايا على إختلاف أنواعها هى عبارة عن طاقة ترسل للكون لتتجسد في شكل مادي. وعليه فإن أى شىء يحدث في حياتك ماهو إلا تجلي أو تجسد لنية ما –سواء نية واعية أو غير واعية- كنت قد أرسلتها للكون.
مثال:
من يحمل في عقله الباطن نية تغيير العمل، على الرغم من أنه لم يسعى لذلك، ولكن ما يحدث أنه يظهر أمامه فرص عمل جديدة وقد يغيَّر عمله بالفعل.
والنوايا غير الواعية –أو نوايا العقل الباطن- هى الأقوى وهى التي تتجلى في العالم المادي. فانتبه لما تحمله من نوايا قد تكون سلبية ومدمرة.
ولتعلم أنه بمجرد التخيل وتركيز المشاعر فأنت نويت حتى وإن لم تتلفظ بكلمات. مثال: من يتخيل طوال الوقت أنه يعاني من مرض ما، ويعيش هذه الحالة بكل مشاعره، وأحيانا يتخذ إجراءات في حياته بناءاً على هذا التخيل الذي صنعه بقراره واختياره المطلق، فتأكد أنها مسألة وقت فقط وسيصاب فعلاً بهذا المرض.
قد تنوى لنفسك –ولغيرك- سُوءاً دون أن تشعر. فمثلاً عندما تقول لنفسك “هل من المعقول أني امتلك هذا الشىء! فيزول بسبب ما نويته لنفسك بطريقة غير واعية، لأنك نويت لنفسك عدم استحقاق هذا الشىء فزال. بدلاً من ذلك امتن واشكر. (راجع موضوع “التدمير الذاتي”)
ولكن اعلم أن نواياك لنفسك هى أقوى من نوايا الآخريين لك، فأنوي لنفسك بوعى واجعل طاقتك إيجابية.

ثالثاً: أهمية كتابة النوايا:
النوايا هى أهداف واضحة يسعى الإنسان لتحقيقها بكل ما أوتى من طاقة. وكلما كنت صادقاً في نواياك كلما زادت فرص تحققها وتجليها. الصدق طبعاً لايكون فقط بالإعتقاد السليم والراسخ في العقل ولكن أيضاً بالسعى والعمل والأخذ بالأسباب.
أثبت علماء النفس في الأونة الأخيرة أن كتابة النوايا وترديدها -مع التخيل والمشاعر- على الأقل مرتين يومياً يساعد في تحقيق هذه النوايا وجذب الأهداف. فكلما زاد التركيز على شىء زادت احتمالات حدوثه. لذلك من المهم جداً أن تكون النوايا محددة وواضحة. وبكتابة النوايا أنت بذلك ترسل رسالة واضحة ومركزة للكون عما تريد تجليه في حياتك.
ضع قائمة بجميع نواياك، وضعها في مكان بحيث تنظر إليها أكبر وقت ممكن، يمكن أن تضعها كخلفية لموبيلك أو لجهاز الكمبيوتر الخاص بك أو تقوم بتعليقها في مكان ما في غرفتك بحيث تنظر إليها قبل نومك أو عند الاستيقاظ.
ماذا سيحدث إن لم تكن نواياك واضحة ومحددة؟
من لم تكن نواياه واضحة ومحددة سيكون حاله مثل حال الريشة في مهب الريح. ستُخلق له أحداث تجذبه نحو فكرة مرة ثم أحداث أخرى تجذبه نحو فكرة مختلفة مرة أخرى، وذلك لأن من ليس له نوايا محددة مثل شخص بلا هوية. ومن هنا تأتي أهمية كتابة النوايا لأنها تزيد من تركيز الإنسان وتواصله مع الكون لتحقيقها. فالتركيز مهم جداً عند تحقيق النوايا.
حدد نواياك بوعي واكتب خطوات لتنفيذ ذلك، ودعمها بالخيال والمشاعر الإيجابية، ودائما تحقق أنك تسير في الطريق السليم، واستعن بالله ونفذ خطتك.
واعلم علم اليقين أنك ستختبر في نواياك هذه، وإذا واصلت الإصرار على نواياك حتماً ستنقلب كل الموازين لصالحك، “أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون”

رابعاً: النوايا والآخر:
هل لاحظت من قبل أنك تمنيت شىء لنفسك وحصل لغيرك أو العكس أنك تمنيت شىء لغيرك –سواء إيجابي أو سلبي- وحدث لك.
كما ذكرنا من قبل هناك نوايا واعية ونوايا غير واعية، وأن النوايا غير الواعية هى التي ينظر إليها الكون ويلبيها.
إذا أدركت حقيقة هذا الأمر ستعرف إلى أى مدى يمكن أن تؤثر في نفسك وفي الآخريين من حولك. نعم وفي الآخريين أيضاً، خصوصاً إذا كانت مشاعرك أنت قوية وهم طاقتهم ضعيفة ووعيهم منخفض.
فعلى سبيل المثال، تجد أن الأباء والأمهات يؤثرون على الأطفال بطاقة نواياهم حيث أن طاقتهم قوية والأطفال وعيهم منخفض وطاقتهم لا تزال ضعيفة .
تستطيع أن تساعد الناس وتستطيع أن تضرهم للأسف من خلال نواياك. فمجرد تخيلك المشحون بالمشاعر يؤثر عليك وعلى الآخريين على حد سواء. لذلك من المهم جداً أن تتذكر دائماً أنه: “فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره”
إذا كرهت الخير لغيرك فتأكد أنه لن يحدث لك، وإذا تمنيته لغيرك وفرحت به كما تفرح لنفسك فتأكد أنك تجذبه. “فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان”. كن دائماً على تردد الخير. وعندما تخرج من حياتك الأشياء أو الأشخاص السلبية فهذا مؤشر جيد أنك بدأت تُنظف قلبك وطاقتك إيجابية وأن هالتك نظيفة واستحقاقك عالي.
قد يتسائل سائل: “هناك من يكرهون الخير لغيرهم دائماً ولا يأتيهم إلا الخير؟”
ببساطة لأن طاقتهم قوية –ولكن للأسف سلبية- وطاقة الآخريين ضعيفة ووعيهم منخفض، فنواياهم لنفسهم كلها خير ووفرة ولغيرهم كلها شر. ومن يملك طاقة قوية وإيمان بنفسه وبمعتقداته هو من تتجلى نواياه في الدنيا، سواء كانت هذه النوايا سلبية أو إيجابية. ولكن “فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور”. فعلى الرغم من ذلك فهؤلاء الأشخاص ليسوا بمأمن على الإطلاق
أما من جمع بين الطاقة القوية والإيجابية يستطيع أن يحقق أحلامه ويؤثر بالإيجاب في الكون كله إن شاء الله.
إذا وضعت نية ما لنفسك –خصوصاً لو إيجابية- ووجدت أنها تحققت لغيرك فهذه رسالة مهمة من الكون لك يجب أن تنتبه لها.
هى قد تعني أنك في ترددات هذه النية أو أنك تقترب من تحقيقها، ولكن قد يكون هناك مشكلة ما لتتحقق هذه النية وتتجلى لك.
المشكلة قد تكون واحدة مما يلي-على سبيل المثال لا الحصر:
قد تكون بسبب برمجة سلبية في عقلك الباطن تمنع من تحقق الهدف مثل أن يكون لديك فكرة مترسخة في عقلك الباطن أنك لا تستحق النجاح أو الثروة على سبيل المثال أو إن “الدنيا مش بتدي الواحد كل حاجة” وغيرها من الأفكار السلبية الكفيلة بهدم مجتمعات وإهدار طاقات أجيال كاملة دون أدنى مبالغة. (راجع “برمجة العقل الباطن”)
ممكن أن تكون نيتك غير واضحة أصلاً، مثلا من يريد أن يدرس أو يتخصص في مجال ما وبعد مدة قصيرة ولربما ساعات قليلة تراه يعدل عن قراره ويختار تخصص أخر، ويظل في هذه الحالة من التردد والشك حول هدفه أو نيته هذه.
في هذه الحالة لايتحقق الهدف لأنك ببساطة ترسل ذبذبات تردد وشك حول الهدف للكون. لابد أن تكون نيتك واضحة وجلية حتى تتحقق لك.
الوقت:
والوقت هنا يعنى أنه ربما ليس الوقت المناسب لك في الحصول على هذا الهدف لأنه ربما أنت لست مستعداً له بعد في هذا الوقت أو أن حدوث الهدف في هذا الوقت قد يكون له تأثير سلبي على أشياء أخرى في حياتك، وقد يعني أنك مشغول ولا يتسع وقتك لهذا الهدف أصلاً، مثل من يريد السفر لقضاء أجازة وهو يعمل طوال الوقت.
فقط اجتهد وخذ بالأسباب واعمل على تبني أفكار إيجابية وفك تعلقك بالنتائج
خامساً: أشياء تساعدك على تجلي نواياك:
من هذه الأشياء مايلي:
كتابة النوايا
كتابة النوايا يجعلها محددة وواضحة أمامك طوال الوقت مما قد لا يجعل للتردد أوالشك إليها سبيلا، وبالنظر إليها وهى مكتوبة وقرأتها بصوت مسموع على الأقل مرتين يومياً مع التخيل والمشاعر أنت بذلك تساعد على برمجتها في عقلك الباطن.
اعمل دائما على تبني أفكار إيجابية تخدم النية
النوايا الإيجابية مستحيل أن تتحقق ببرمجة سلبية للعقل الباطن. (أنصحك بقرأة موضوع “برمجة العقل الباطن”.)
نظم وقتك واعلم أن كل شىء بميعاد
فك التعلق بالنتائج هو أحد أخطر الأمور في تجلي النوايا أو تحقق الأهداف. فقط ركز –دون مبالغة أو قلق أو خوف …- وضع خطة واستعن بالله
ابتعد تماماً عن كلمة “أتمنى ….” لأن التمني يكون للشىء بعيد المنال والعقل الباطن يدرك ذلك تماماً، ولأنك بذلك ترسل طاقة سلبية للكون – طاقة العجز- والتي لن تأتي بنتيجة إيجابية أبداً
صغ نواياك بطريقة صحيحة:
مثال: “أنا أنوي ( امتلاك، الحصول على …) بمنتهى سهولة ويسر.”
التأمل من الأشياء التي تساعد على تجلي النوايا وجذب الأهداف. تستطيع أن تطبق قانون الجذب لتحقيق نواياك من خلال التنفس العميق ودخولك في حالة استرخاء ثم تخيل أنك حققت الهدف واستحضر المشاعر المصاحبة لهذا الإنجاز أثناء التأمل.
في النهاية أريد التأكيد على أهمية النية، وليعلم كل من يصادف هذا الموضوع أننا محاسبون على نوايانا هذه سواء نوايانا لأنفسنا أو للآخريين. ومن يريد السعادة والسلام فليحسن نواياه ويكون صادقاً مع نفسه.
“أنا أنوى السعادة والطاقة الإيجابية والسلام والحب والنفع والإحسان لنفسي ولغيري.”
*أنصحك بقرأة الموضوع مرة أخرى