لماذا تقرأ هذا المنشور؟
إذا كنت تعاني من عدم القدرة على التكيّف مع محيط سلبي تتواجد فيه ، أو إذا أردت أن تفهم لماذا أنت متواجد في هذا المحيط وكيف تنجو منه، فأنت تحتاج إلى قرأة هذا المنشور.
المحتويات:
ماهو المحيط السلبي؟
لماذا يوجد المحيط السلبي؟
ما سبب وجودك في محيط سلبي؟
كيف تتعامل مع المحيط السلبي؟
أولاً: ماهو المحيط السلبي؟
يقصد بالمحيط السلبي هنا الأشخاص السلبية أو أنماط الأحداث التي تتكرر وتختلف في درجة قوتها وتأثيرها، وتعتقد أنها سلبية.
ثانياً: لماذا يوجد المحيط السلبي؟
المحيط السلبي موجود لإحداث التوازن والتطور. وفي الواقع تفكير الإنسان ومشاعره وتصرفاته هى ما تخلق المحيط السلبي.
ثالثاً: ما سبب وجودك في محيط سلبي؟

الكون مرآة لنا، يعكس لنا أموراً، هذه الأمور هى في الواقع رسائل ودروس لنا لنفهمها ونتعلمها. وفهمنا لهذه الرسائل والدروس والتعامل السليم معها هو الطريق نحو تزكية النفس والتطور الروحي الذي ينعكس في كل جوانب حياتنا.
فإذا وجدت نفسك محاطاً بأشخاص سلبية أو أحداث تعتقد أنها سلبية، فكل هذا ماجاء اعتباطاً وعشوائية، إنما هى رسائل ودروس لتتعلمها، عندما تفهم الرسالة وتتعلم الدرس تنتهي المعاناة ويتبدد هذا المحيط السلبي عن طريق إما أن تنفتح أنت على محيط إيجابي أو يفقد هذا المحيط السلبي تأثيره عليك. المهم أن معاناتك لن تستمر.
واعلم أنك بطريقة أو بأخرى أنت من جذبت هذا المحيط السلبي إليك أو اخترته بدون وعى منك أوانتباه.
مثال:
أنت لو لم تكن تحب نفسك بطريقة صحيحة ومتوازنة أولا تقدرها أو تخاف بشدة من أن يهملك الناس ولا يعيرون لك إنتباهاً ولايقدروك، ستجد نفسك محاطاً بأشخاص لايحترموك ولايقدروك ولايحبوك ويهملوك.
فالصفة إذا كانت فيك بتطرف أو بطريقة غير متوازنة أو كنت تخاف منها بشدة أو دائماً تتجنبها أو تقاومها ستظل تتشكل لك في أحداث وأشخاص حتى تتوازن. واعلم أنك ستظل تقاوم حتى تتوازن أوتَفْنى.
رابعاً: كيف تتعامل مع المحيط السلبي؟
انتبه للرسائل الكونية:
انتبه للمشترك فيما يتكرر حدوثه معك. (راجع موضوع “الرسائل الكونية”)

تجنب الأحكام :
اسأل نفسك في البداية: “هل انت تحتاج فعلاً إلى اصدار الاحكام؟ هل إذا حكمت على شخص ما سيفقد نعمة أنعم الله عليها به بسبب حكمك؟ أو هل أنت بذلك تُحقق تزكية النفس التي أمرنا الله بها؟” وإذا كانت الإجابة: “لا”، إذا فما الهدف أو السبب لإصدار الأحكام؟ هل تصدر الحكم من منطلق الإيجو أو الكبر أو نفسك الزائفة؟
عندما تصدر الأحكام، فأنت بذلك تجذب إليك الأفكار والمشاعر والأحداث والأشخاص من نفس طاقة الحكم.
مثلاً:
إذا حكمت على شخص أنه إنسان سىء، ستجد أن كل مايأتيك بعدها من أفكار ومشاعر وأحداث ستكون من جنس الحكم، حتى الأشخاص ستراهم سيئين.
ولكننا نحتاج تصنيفات لكى نفهم. ضع تصنيف على الفعل وبحيادية ودون شحن الكلام بالمشاعر، فإذا قام أحدهم بفعل ترى أنه سلبياً، احكم على الفعل أنه سلبي وليس على الشخص، افصل الفعل عن الشخص، اما الشخص يمكن أن تتجاهله.
حاول ألا تحكم ولا تحتقر أحداً. وإذا أدركت أن وجود الشىء أو الشخص السلبي هو جزء من تطورك، فالأفضل أن تجد طريقة لتطور من نفسك وليس للتحدي.

تجنب الجدل،
لاتحاول أن تقنع شخصاً برأيك لأن كل شخص لايقتنع إلا بالتجربة في الغالب، لم ولن يأتي الجدل إلا بمزيد من الكراهية والعداء وإن بدى العكس.
فقط اعرض الفكرة عندما تدعوا الحاجة لذلك ولاتجبر أحداً أو تضغط على أحد لتبني أفكارك. الله –سبحانه وتعالى- لم يجبرنا حتى على الإيمان به وعبادته، ” وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ “.

ركز على الإيجابي حتى يزيد ويكثر،هناك قانون من القوانين الكونية يسمى “قانون التركيز” وهو أن ماتركز عليه يزيد ويكثر في حياتك. حاول أن ترى دائماً الجانب الإيجابي في كل شىء. وإن ضاقت بك السبل، ردد “إن معي ربي سيهدين” واستشعر اليقين.

ركز طاقتك على نفسك:
لم أجد صراحةً أفضل من ذلك كوسيلة عملية لتحويل ماهو سلبي إلى إيجابي، أنت بذلك وحرفياً تجعل السلبية وقوداً لك نحو الإيجابية. أنت بذلك تلعب دور المتحكم في واقعك، ولاتجعل شيئاً يؤثر عليك. أبدأ بنفسك وطوّر منها على الدوام.
تحكم في نفسك وليس في الآخر.
تعلم كيف تتحكم في أفكارك ومشاعرك وأفعالك، هذا ماتستطيع التحكم فيه. أنت لاتملك التحكم في الآخريين، أنت تستطيع التحكم في نفسك وهذا ما سيجعل المحيط يتغير أو يفقد تأثيره السلبي عليك.

التقبل:
أدرك أن المحيط السلبي بكل مكوناته موجود لغاية وهدف في مصلحتك، لذا من الأفضل أن تتخلص من الاستياء والعدوانية ضدهم، تقبلهم ولا تكرهم، تقبل المضايقات، فقط لاتعيرها أهمية، تجاهلها وستتلاشى. تقليل مستوى الأهمية، يجنبك الصدام وإهدار الطاقة.
تقبل الأخر هو في الحقيقة تقبل لذاتك. والاستياء والرفض بشدة لشىء في الآخرين يمكن أن يكون نابع من أن هذا الشىء في داخلك أيضاً أو ترفضه بشده أو تقاومه أو تتجنبه أو تخاف منه.
التسليم هو التخلي عن المقاومة، وهو أن تخفف قبضتك، وتقلل التحكم، وأن تترك مجالاً لعمل العالم الذي يحيط بك. والرفض يخلق الحواجز والعقبات. خفف المقاومة والرفض، وانفتح على احتمالات أكثر.

ضع حدوداً صحية، حاول التواصل والتعبير بطريقة أفضل تناسب وعى من حولك “خاطبوا الناس على قدر عقولهم”.
قلل الوقت معهم، ولا تهرب وتحول النفور منهم لهاجس. فقدرتك على التعامل مع الطاقة السلبية مؤشر على قدرتك على تحقيق النجاح المستدام.
اصنع السلام:
تبنى كل الأفعال والردود التي تتحلى بالسلام، ولاتعتقد بذلك أنك ضعيف، بالعكس أنت خرجت من دائرة رسمها الآخر لك. أنت مُتحكم وليس مُنْقاد. وإذا أرادت المزيد عن كيفية التعامل مع المستفزين، راجع موضوع “الترانسيرفينج، البندول الطاقي”)
تجاهل ولا تتجنب:
هناك فرق شاسع بين التجاهل والتجنب. التجنب يجذب لك ما تتجنبه، لأنك عندما تحاول أن تتجنب شىء أنت تغذيه بالطاقة، وبالتالي يزداد ويكثر في حياتك.
أما التجاهل هو أن تسمح بوجوده ولكنك تختار ألا تغذيه بالطاقة فيتبدد ويتلاشى تأثيره عليك. وفي الحقيقة التجاهل أحد الطرق لتحقيق السلام الداخلي.

الأمر ليس شخصياً:
إذا كان في محيطك شخص ما يتفق عدد كبير من الناس على أن فيه صفة سلبية، فبالتأكيد أنت لست المشكلة، ولاتأخذ مواقفه بشكل شخصي.
وبالتالي، لاتتبنى تعريفات عن نفسك بناءاً على ردود أفعال الآخرين تجاهك أو آرائهم فيك أوتصرفاتهم معك. تعريفاتك عن نفسك يجب أن تكون نابعة من ذاتك ومن إيمانك بنفسك وبالله وليس من تصرفات الناس معك. وتحلى بما تريد أن تراه في الآخريين. وتذكر دائماً أن عدم وعى الأخريين أو عدم تطورهم أنت لست السبب فيه.
ساعد الآخرين في حدود استطاعتك وطاقتك “لايكلف الله نفساً إلا وسعها”
لا تلوم ولاتتذمر ولاتشتكي، اللوم لاينقذك، والانتقاد لايزيد الوضع إلا سوءاً. ركز على الحل وليس الشكوى.
ثق بنفسك وحافظ على هدوئك، تقول د. سمية الناصر: اعتزل السلبيين، فإن لم تستطع فلا تتبادل معهم الأفكار والمشاعر والمادة. ويقول وين داير: لاتتناقش مع من هم في مستوى روحي أقل منك.

اخلق محيطا إيجابيا حولك:
اختر بعناية الأشخاص الإيجابيين حولك، تجاهل من لايضيف قيمة، حاول إيجاد أشخاص على نفس المستوى من الوعى.
ربما حان وقت التغيير:
ربما هذه رسالة لك أنه حان الوقت لتغير هذا المحيط. إذا طرقت باباً لفترة طويلة ولم يُفْتح، ربما من الأفضل أن تطرق باباً آخر، لعله لم يكن أصلاً مقدراً لك أن تمر من هذا الباب. ليس الصبر السرمدي دائماً أفضل الحلول. راقب واقعك باستمرار وقيّمه واستفتِ قلبك.
المحيط السلبي نعمة وليس نقمة. استفد منه ولاتلعنه. اعتبره مستوى من مستويات لعبة الحياة ومع الوقت ستجيدها وستجد نفسك في مستوى أفضل بكثير.